الخميس، 24 نوفمبر 2011

مطرٌ..مطرْ (٣)

طفلٌ في الشرفةِ يلعبْ 
أمٌ تدعي
والدُ يسعى 
و بنفسجُ أزهارِ ربيعٍ 
يملأُ سدني .. في نوفمبرْ ! ..

 مطرٌ ينصبُّ غزيرًا 
بردٌ يسري ، 
شرّد رواد المصيفْ
كانوا جميعاً تحت الشمسِ
فوقَ الخضرة 
بقليلِ ثيابٍ تسترهم
ثمّ الحشمةُ حلّت فجأة  
و علاماتُ نفور تبدو
يضحكُ قلبي ، 
يطلبُ أكثرْ ! 
 
ثمّ أنا أمشي في المطرِ
توقفني ريحٌ عاصفةٌ 
و مظلةُ زرقاءٌ تعجزْ ، 
عن تغطيتي
أدفع نفسي، أصارِعُ أكثرْ 
متذكرةً يوم المحشرْ 
تختلطًُ دموعي بالمطرِ
يحزنُ كلّي 
تتغيرُ نبرةُ أدعيتي ، 
نحو الأخرى ... 

ثمّ رذاذُ الرحمةِ يهطلْ
و لطيفُ هواءٍ ينعشني 
هذه حمامة 
تمشي قرْبي 
و اطمئنانُ يغلفُ قلبي 
مطرٌ .. مطرْ 
نعم للمطرْ 
أحبٌ المطرْ !
فاطمة بنت جمال الحارثي 
٢٨ ذو الحجة ١٤٣٢
 ٢٤ نوفمبر ٢٠١١
 
 

الأحد، 5 يونيو 2011

مَنْ سميرَة ؟

 السّلام ،  
منْ سميرة ؟

   تعتبر كل البنات بناتها ، تنصح الكل من قلبها .. تخاف عليهن كثيرًا و تحبهنّ كثيرًا  تريد لبنات المدينة ان يكن شامة بين الناس ،
قابلتها مؤخرا و اخبرتنا انها تود مقاطعة الأعراس لتألمها الشديد من مشاهدتها لكثير من الفتيات بالفساتين القصيرة ،
 كانت تبكي متأثرة و دموعها تنطق عنها أن يا بنات المدينة تميزن عن غيركن ّ !  
تنصح من قلبها باجمل العبارات ، قلبها رقيقٌ جدًا و دمعتها كذلك ..  
تغارُ كثيرًا على الاسلام و على بناتها .. بنات الندوة !

  الندوة العالمية للشباب الاسلامي
 اذكرها جيدًا و انا صغيرة جدًا ، كانت و لم تزل من اقرب صديقات الوالدة . تخبرني امي انها دائما تناديها ب " أخية " . لما كنت و اخوتي صغارًا الحقتنا امي بركب الندوة العالمية للشباب الاسلامي . كانت البداية في صيف عام ٩٦ و كنت قد انتهيت للتو من الصف الثالث الابتدائي . كان المقر الاول في شارع الحزام قريباً من بيتنا . وكانت هي  اول من علمتنا صنع الورود بالمناديل الورقية و عددا كثيرًا من الاعمال الفنية . من وقتها ارتبط عندي اسم " خالة سميرة " بالندوة و احببتها كثيرًا لوجود نقطة اتفاقٍ أولى " العمل الفني " . 

كبرنا اخواتي و انا اكثر ، ولا زال ارتباطنا بالندوة قائماً . كنت في المرحلة المتوسطة في المقر الجديد للندوة و كنا نذهب اليه اسبوعياً يوم الاربعاء . اتذكر جيدًا محاضرة اعطتنا اياها ابتدأتها بطبق شوكولاتة يمرر علينا . كان الطبق يحوي حلوى شوكولاتة مغلفة و اخرى مكشوفة . بعد ان اخترنا و وجدتْ غالبيتنا أخذن الحلوى المغلفة سألتنا عن السبب ثم كان مدخلها لموضوع اللقاء . كان عنّا نحن الفتيات كيف أن الفتاة فينا ان كانت مصونة ، محافظة لنفسها حفظت نفسها و رغب فيها الرجل لتكون له سكن ، و ان تبرجت و اظهرت للجميع مفاتنها ظلت كما هي مكشوفة غير مرغوبة من أحد. وقتها ، احببتها أكثر لحداثة أسلوبها و تشويقها لنا كي توصل الفكرة .  

رغم انها سلمت ادارة الندوة لمربية فاضلة من بعدها ، الا انها لم تزل ملازمة للندوة في كل شيء . و كأن بينها و بين الندوة قوة جذب ، فرغم انشغالها الكبير بعيادتها التي انشأتها مؤخرًا و وظيفتها في جامعة طيبة لم تترك عملها التطوعي في الندوة. كنت اراها بين الفينة و الاخرى تعطي لقاءات في نشاطات الندوة  ، و تحضر انجازاتنا نحن .. " بنات الندوة " .    

أول ما تدبرت حديث الرواحل كان معها ، رغم اني سمعته كثيرًا من قبل لكني لم أكن استوعبه جيدًا . كنا في المخيم الأول الذي تقيمه الندوة و جاء حظنا و رفيقاتي أن كانت هي مشرفتنا. أخبرتنا بالحديث " الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة " حاضّة ايانا أن نكون رواحلاً . لعلها هي الراحلة من كل المائة اللاتي سيتعاقبن على ادارة الندوة ، من يدري ؟


   د.سميرة و نادي القراءة
 فرحتْ كثيرًا بالمنحنى الجديد الذي بدأت تسلكه الندوة و تركيزها على الارتقاء بالفتيات من مختلف النواحي. لما اكرمني الله بفكرة انشاء نادي للقراءة يتبع نشاطات الندوة ، كانت من ضمن من دعيناهم لحفل الذكرى السنوية الاولى و ذلك في ربيع الاول من عام ١٤٣١ه الموافق ٨ من مارس ٢٠١٠ . اتذكر ملامح الفخر على وجهها و انا القي كلمتي ثم لما سلمت راية ادارة نادي القراءة للرائعات " اسراء اسكوبي " ، و " شروق مباركي " و " افنان قاضي " كانت كمن ايدت اختياري فقالت ، " برنامج جميل و فقرة خليفتك - تقصد اسراء- جدًا رائعة "  فحمدت الله لانها شهدت ارواحا جديدة غير التي الفتها قد انضمت مؤخرًا لركب الندوة.


    د. سميرة و حبها غير المشروط
 عل القارئ لسيرة خالتنا الفاضلة رحمها الله يظن ، كالكثير غيرها ، و بسبب خلفيتها الدينية انها منحازة للاطراف التي تشابهها . أذكر و أنا في رحلة عطائي في المرحلة الجامعية في الندوة قابلت ممن هم في جيلها من أرباب ذلك الصرح . كانوا - وباجتهاد منهم - ينكمشون في تعاملهم مع المخالفين لآرائهم ، أما هي فكانت من أوسعهم صدرًا و أجملهم عقلاً و خلقاً و حديثاً .  لطالما رأيت فتياتاً من خارج نطاق المكان الذي تعشقه " الندوة" يسلمن عليها و هي تعانقهنّ بدورها. لمّا أكرم الله جامعة طيبة بها ، كانت تحتضن كل الطالبات على اختلاف زلاتهم و كثرة أخطائهم . تحبّ الفتيات بشكل غير متصور و اذا ما رأت أخطارًا تهدد سلامة اي من بناتها ، تركت اشغالها الكثيرة لتنبيههم و توجيههم. لعلها أول طبيبة تمر على جامعة طيبة تضع مصلحة البنات و سلامتهم على مصلحتها . متأكدة أنا أنها برّت بأكثر من القسم العظيم الذي أقسمته يوماً ما. فذات يوم قامت بعمل محاضرة كبرى في مسرح الجامعة لتعرّف طالبات الجامعة بمبادئ سلامتهم و ترشدهم لطريق الحق الذي ضل عنه كثيرون . كانت تنصح ، وتربط كعادتها علمها بإيمانها فليس بمستغرب ابدًا انها دخلت لكل القلوب التي قابلتها.
 دعوني اقول لكم سرًا ، أغلبنا لا يُعانق في سلامه العادي إلا أناساً مقربين و في ظروفٍ معينةٍ أحياناً ، أما هي فكان الحبّ سلامها تعانق الجميع بصدق بحيث يتلاشى استغرابك في المرة الأولى لاحساسك بصدقها. 


الرحيل
 فجر أمس السبت الموافق ٢ رجب ١٤٣٢ ، ٤ يونيو ٢٠١١ رحلت الداعية و المربية و الطبيبة ، مخلفة وراءها عددًا من المشاريع و الافكار طرحتها لعقول توسمت فيها الخير و لم تجد النور بعد .
 افكارها لم تمتْ ، سيرتها لن تموتْ لأن شخصاً مثلها يصعبُ على من رآها و عاشرها نسيانه .  
صحيحٌ أني  استأذنت من " ولاء" أختي لما قالت لي الخبر أن أنهي المكالمة لأستوعب . ذكرتُ ربي ، أمسكتُ برأسي و لساني لم ينفكّ عن " حسبي الله و نعم الوكيلْ " ، لكني في الوقت ذاته أيقنت أن ربي يقبض أرواح أصفيائه رحمةً بهم أو اشتياقاً لهم ، فابتسمت و غبطتها على كرم الله لها .  
ألا فلتهنئي برضوان الله و نعيمه يا خالتي ، بروحٍ و ريحان و رب عنك راضٍ غير غضبان
 سلامُ ربي و بركاته و رضاه عليك يا سميرة ...

   تنويه :  عقلي مزدحمٌ بالاحداث و المشاهد التي مرت بي معها . ما كتب بالأعلى شيء يسير ألحت علي ذاكرتي كتابته   لتخف وطأة التكدس . أما سيرتها فتحتاج افراد كتابٍ خاص بها ممن يعرفها أكثر مني كي يعلم العالم أجمع من هي سميرة !

فاطمة بنت جمال الحارثي
الظهران - الأحد : ٣ رجب ١٤٣٢ ، ٥ يونيو ٢٠١١  

الخميس، 19 مايو 2011

يا سعوديّة ! !

السّلام 

يا سعوديّة ! ! 

بدون أي مقدمات ، و لازدحام وقتنا و عقلنا سأدخل في الموضوع من بابه الضيق جدًا . فكثيرٌ من بني جنسي الآن " متحمسات جدًا " للسابع عشر من يونيو و كأن الله سيعطيهم الخلاص النهائي فلا يشقون بعد أن تمسك أيديهم بمقود السيارة أبدًا . و تؤسفني أمور كثيرة نعاني منها نحن " السعوديات " دون غيرنا من نساء العالم أجمع ، أسأل ربي أن يوفقني في سردها .
 
(١). تزعمين يا بنت بلدي أنك تقلدين أمك خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، سيدة الأعمال الأولى و نسيت أو تناسيت أنها رضي الله عنها كانت تشرف على الأعمال و تقيض للمعاملات مندوبين و عمالاً . أما في بيتها فكانت خير سكنٍ لزوجها و سندْ . فيا سعوديّة كيف أنتِ في بيتك ؟ هل أديتِ دورك كزوجة أو ابنة حقه الكامل أم أنك تتذمرين كثيرًا و تطلبين كثيرًا محتجة بأمك خديجة بأنها ربة عمل و صاحبة مال ؟ 


(٢). أقنعيني يا سعوديٌة .. فمظهرك الأنيق " جدًا " عباءتك الحرير ، ساعتك الثمينة و حقيبة يدك " الأصلية " لا يعطيني أي انطباع بأنك ستقومين بجلب مقاضي البيت - هذا إلا إذا كنت ستأخذين خادمتك لتتكفل بعربة التسوق عنك و تقومين باعطاء الأوامر من برجك العاجي لها - أتريدين إقناعي بأنك ستقومين يومياً بتعبئة البنزين  و  ستتحملين شمس يوليو و أغسطس الحارقة - هنا و أنت صائمة طبعا لحلول شهر رمضان - وتستغنين عن السائق لحجة أنك مختلية به ؟ 
الخلوة أن تكونا بمفرديكما في طريق مقطوع و شوارع تشحذ من يزحمها ( نهارًا ) أما ليلاً فأنا معك لكن لا أظنك ستقودين جيدًا في العتمة و حولك عدد من الشباب لا أظنهم سيدعونك تمرين دون نظراتهم و تعليقاتهم السخيفة جدًا . 


(٣) . يؤسفني يا سعوديّة  أن نصيب بلادنا من موضة الثورات السائدة أتت بهذا الحجم في أمر ثانوي هو أقرب ما يكون من الكماليات . كنت سأقف لك احتراماً إذا كانت حملتك الكبرى في مواضيع تمس حاجاتنا الأساسية كالمطالبة بإنشاء قطارات أنفاق مثلاً وقتها ستحل مشكلة البنزين و الخلوة هذا إضافة لوصولك السريع لوجهتك دون الازدحام المقيت و تصليحات الشوارع و الكباري التي لا تنتهي . 
 

(٤). يا سعودية .. أحزن لعدم توسطك. فمنك المتلهفات جدًا اللاتي لم ينظرن للواقع بعين المنطق في أن المجتمع مسكين لا يقدر على تحمل تغييرات عديدة بهذا التسارع المخيف . اعذريني فليست كل مدننا ( أرامكو ) و ( كاوست) فهما وحدهما " يوتوبيا السعودية " أما خارج اسوارهما هناك دولتنا الحقيقية و ثقافتنا الحقيقية التي نعاني للأسف مخرجاتها حالياً. 
و منك المتزمتات جدًا اللاتي ما زلن باجتهادهن متشبثات ببعض الفتاوى و الآراء جاعلين من صورة معينة للمرأة ملاذهم الآمن و نشيدٌ ديني عن الغربة يصدح في خلفية المشهد .
  

(٥). لا تفرحي كثيرًا ، فكلنا نعلم أنه عما قريب سيصدر القرار بالسماح لنا معشر النساء بالقيادة . عنّي بالطبع سأفرح لكني لن "أطير" من الفرحة مثلك  فما شعرتُ يوماً أني أقل من الرجال بشيء أو أن حقوقنا ستعود لنا مع القيادة بل على العكس أوقن أن المسؤوليات ستزيد مع زيادة عدد السيارات في البيت الوحد. افرحي يا سعودية بقيادتك لنفسك ، و بتسخير ما وهبك ربك من عقل و حكمة في مكانهما الصحيح . افرحي بتحديد هويتك الحقيقية و المنفردة لتحجزي لنفسك مكاناً ثابتا في هذا العالم تختاريه بنفسك قبل أن ترهقي أعصابك في البحث عن موقف لسيارتك تُجبرين عليه ! 

فاطمة بنت جمال الحارثي
١٦جمادى الثاني ١٤٣٢ه
١٩ مايو ٢٠١١

الأحد، 11 يوليو 2010

ثقبٌ في جدار

لم يختلف نهارُ الأمس كثيرًا عن سابقه ، العصافيرُ ذاتها عند نافذتي تشدو لتداعبَ يقظتي 
و الشمسُ كالبارحة لم يخفّ وهجها بعدْ
كل شيء بدا كما تركته أربعة و عشرين ساعةً مضتْ
الجهازُ المحمول على الأريكة المقابلة للتلفاز ، و أمامه على المنضدة كيسُ البطاطا المفضل لديّ
و نصف زجاجة الماء المثلجة قربُ المضجعْ
مرّ اليومُ خفيفاً ، شبيها بما سبقه سوى من ثقب صغير في الجدارْ
أردتُ ليومي تغييرا ، فراقبتُ الفتحة و صويحباتها من النملْ
 حبةٌ قرب الجدارْ ، و نملة تدفع بها إليه .. دونَ جدوى !
تمسكها بيديها ، من فيها ، تدفعها بكل جسدها ... عبثاً
تأتي أخرى لتُساعدْ
يدفعانها من الخارج سوياًِ .. فواحدةً بالداخل تسحبْ و الأخرى خارجاً تدفع
و لكنْ .. هباء
يدخلا سوياً للمسكن ، يغيبا لفترة ثم يعودا بإصرارٍ أكبرْ
و بالرغم من وضعي لحبة أخرى توائم الفتحة لتصرفهم عن الأخرى الكبيرة المتعبة ، و أخذهم لها
إلا أن الرغبة فيهم لم تخمدُ لإدخال الحبة الكبرى ..

كلُّ من في الدارِ .. سكنْ 
إلاّ أرباب تلك الحفرة  !

و بعد أكثر من ثلاثين ساعة متواصلة ، تمتّ للنمل مهمتّه
و أدخلوا الزادْ
ـ

تذكرتُ و أنا أراقبُ المثل القائل ( مد رجلك على قد لحافك ) و كيف أن  كثيرًا منا اليوم يخافُ أن يحلم حلُما كبيرًا
أو يقوم بمغامرة خارج نطاق العادة في محيطه ، كيف أننا نستهينُ بقدراتنا و نعزي أنفسنا بالفروق الفردية و كفى ،، دون  أدنى محاولة للتجريب  !
النملة التي جلبت الحبة لم تراعي فتحة الجدار الصغيرة 
صحيحٌ أن الحبة كانت كبيرة بعض الشيء ، و لكنها لم تكن أكبر من همةٍ كانت فيهمْ

أوَ نغبطُ عالمَ النمل لأنه محظوظٌ كونه لم يخضع لأيدلوجيات و أمثال متوارثة  تعيقُ حركته ؟
أم نبدأ في توسيعِ الثقوب التي أنشأنها في جدارنا يوما ما ؟




الأحد، 23 مايو 2010

فصولُ حياة

الفصلُ الأول 
أمٌ رؤوم تضّم طفلة تطلقُ ضحكتها الأولى سرورًا بمجيئها للعالمْ
و في المنزلُ أخٌ كبير القلب و أختين تتطايرا فرحا لأن كفّة البنات رجحت بواحدةٍ من جنسهن جديدة !

-

الفصل الثاني 
الطفلةُ بدأت تكبر ، و تعانق دميتها الأولى
منذ تلك اللحظة لمس والدها ، و هِي 
حبها العميق لهنّ

-
الفصل الثالث 
الكلماتُ تتكون بروعة على لسانها مع تشتت في الفرق بين
الأكبر و الأصغرْ
و بتصويب دائم من أختها التي تكبرها بعامينْ ،


-
الفصل الرابع 
تشكلٌ أولي لاتخاذ القرار ،
و الرفض القطعي للبس " الزبون" كأخواتها في سابع المولود الجديد
فازت بحلاوة المصّاص " غندور" و خسروا هم في إقناعها بالارتداء !

-

الفصل الخامس 
تأليف لحن غنائي من ثلاثة أبيات ،
و الترنم الدائم به ، حتى حفظه جميعُ من في البيتْ

-

الفصل السادس
فرحةٌ كبيرة تغمرُها ، و شنطة " ميني " الوردية على ظهرها
و والدها يداعبها دائما بقوله .. " تمهيدي .. " اشارةً منه لكبر صغيرته و مؤازرةً لفرحتها


-

الفصل السابع
أول مفاجئة الأصدقاء تبدأ ،
سامية" الصديقة في الفصل المجاور تنتهز الفسحة لتضع في حقيبة الطفلة
كراسَ ألوانْ

-

الفصل الثامن 
توبيخُ معلمةٍ لم تسمع قرع الباب من اليد الصغيرة ،
فتحرجها أمام الصف الذي يكبرها عاماً ، بخصام بأن تخرجْ
هيَ لم تبك في أول يومٍ دراسي لها ، و لم تطلب من أختها الكبرى مرافقتها طيلة اليومْ
أمّا اليوم ، بكتْ ....
كثيرًا

-

الفصل التاسع 
تغارُ كثيرًا من أخيها الذي يصغرها  ، و تقومُ بتخريب أغراض أخواتها
لتلفق التهمَ عليه ،
هوَِ ، لما كبر أدار الدائرة عليها

-

الفصل العاشر 
 محاولة مساعدة " تغشيش " لصديقاتها الكسولات جدًا في مادة التجويد
نُزعت الورقة المستخدمة لمساعدتهن ، و طالبةٌ حذقة تصرخ
" يا أبلة دا خط فطمة الحرسي "  *

-

الفصل الحادي عشر 
منافسةٌ في البيت لتلحق بأخواتها في حفظ أجزاء القرآن
طيبةُ الأخوات انتظرتها ،
ليصلوا لخط النهاية بعد ذلك و أيديهن متشابكة


-

الفصل الثاني عشر 
" أبّهة "
لأنها في الصف السادس ، 
و بداية تكوين قوة فريق  لعبة شد الحبل
 بزعامتها

 -

الفصل الثالث عشر 
قدرٌ يجمعها بصديقة العُمر
ساكنة الروحِ ، هادئة
و نصيحةٌ منها  صادقة لليوم لازمتها

-

الفصل الرابع عشر 
حياةٌ لأهلها و لها جديدة ، بعد النجاة من زلزال تركيا
و راحةٌ عميقة بوصول المدينة بعد طول رعبْ

-

الفصل الخامس عشر 
بدء الاتفاق مع " الانترنت " بعد سنتين من بغضه
و قضاء أغلب الوقت في المنتديات و المسنجر ، ثم التعرف على فتيات كانت تظنهن صديقات

-
الفصل السادس عشر 
" أولى ثانوي "
و الخطوةُ الأولى في التعلم الذاتي  حيث المذاكرة الفردية لمادة الكيمياء ، بعيدًا عن شرح المعلمة العقيم
و اتخاذ قرار ارضاء الميول بعيدًا عن علامات المواد العلمية الكاملة

-

الفصل السابع عشر
رائحة  مستشفيات " عبد اللطيف جميل " و " عرفان " ممزوجةٌ بتكرار حديث جدتها لأمها   ،
" انتِ اكتر وحدة أحبك ،
قولي لأخوانك كلهم اني أحبك أكتر وحدة "


-

الفصل الثامن عشر 
تحقيقُ الله الرحيمُ الوكيل لوعد تم إبرامه
و قلب صفحات دفتر المذكرات بعد أجمل عاميين دراسيينْ 
شعّت البهجة في أركان المنزل
، و الأمُ فرحت

-

الفصل التاسع عشر 
الحياة الجامعية ،  و تجاذب الصداقات المتشابهة
مع الاحتفاظ بالقديم الراسخْ
ثم الدمعةُ الأولى التي تراها في عين أبيها ،
حين رحلت والدته للفردوسْ 
-

الفصل العشرون
توطيد علاقة مع الوالدين أكثرْ
و قضاء أوقات معهما طويلة حتى سنوات أخرى قادمة
ثم يُتمها كحفيدة لجدتها التي أحبّت
للحظة عينُ أمها لم تجفّ
-

الفصل الواحد و العشرون
استقلال الأخوة خارجاً بزواج أو دراسة 
إلا هيَ و أخاها الأصغر
مع بعضيهما عاشا أوقاتاً جدُّ جميلة 

 

-

الفصل الثاني و العشرون 
فرحة التخرّج من الجامعة قسم الأدب الإنجليزي
و طيّ كتاب به مساحات بيضاء كثيرة لم تمتلأ بالمأمول

-

الفصل الثالث و العشرون 
حيثُ الامتلاء
البدءُ في التدريس كمعيدة في ذات الجامعة ،
و تأسيسٌ لنادي ثقافي للقراءة
ثم رجلٌ يلجُ بابَ الدار طالباً إياها
فتضع يسراها في يُمناه
لكن بعد التلويح بيدها اليمنى
لطالباتٍ .. زميلات .. أقاربَ
و مدينة
نحو فصل تغزلُ الآن خيوطه 
و محبرةٍ لن تجفْ مادامتْ الروحُ فيها باقية  
........     .........    ..............   ............ 




فاطمة بنت جمال الحارثي *
٢٣ مايو ٢٠١٠
٦ جمادى الثاني ١٤٣١ه


الخميس، 17 سبتمبر 2009

قبل أن نودّع رمضان

باسم الأوّل ،،
الرحيم الذي أنعم علينا أول هذا الشهر بقطراتِ مطرٍ أسكنتنا رحمةْ
الغفور الذي لم يزل يتوددُ إلينا بالنّعم ، متبغضين له بمعاصي لا حصر لهَا
و مع ذلك أبواب جناته مفتوحة ،
ليُكتب في كل ليلةٍ عبادٌ بأنهم خارج أسوار النارِ عتقاً منها _
بسم الله ..
شهورٌ كثيرة مرت ، منها مالم نشعرُ بها أبدًا لانهماكنا في عملٍ ، دراسة ٍ، سفر ، أو أي ارتباطٍ آخر .. حتى أضحينا نتذكر الشهور بحدثٍ معين تم فيها بغض النظر عن الأيام و تفاصيلها .. اعتدنا كما علمونا في درس القراءة أن نستخرج " الفكرة العامة " من القطعة ، فنرفعُ أيادينا الصغيرة طمعاً في الإجابة التي لا تتجاوز في أكثر الأحيان _ سطرًا و نصفْ .
و كنّا كثيرًا ما نتهرّب من " العناصر الأساسية " كونها تحتاج لجهدٍ أكبر ، و لخوضٍ في التفاصيلْ ،
فينتهي الأمر بإجابة المعلمة نفسها لنفسها ، كاتبةً خمسةً إلى سبعة عناصر على السّبورة .... لننقلها نحنْ !!
و بهذا تشكّلت حياتنا ، و أصبحنا للأسف لا نجيد محورةَ التفاصيلْ .
انتزعنا حقّ البركة من الوقت ، و لم نَلُم أنفسنا .
بتنا نهدهد أنفسنا بزفرة أسى أن هذه علامةٌ لقرب يوم القيامة ، .. و أيضاً ، لم نَلم أنفسنا !!
و في النهاية لم نهتم كثيرًا ، لأننا نطيب خواطرنا بأخذنا الفكرة العامة من الموضوع مجملاً .. إما - بمناسبة رمضان - ختمةٌ كاملةٌ للقرآن
و الله وحده يعلم إن كانت بتدبّر أم لا ، أو صلاةٌ لتراويحٍ أو تهجّد في مكانٍ ما ..
لا ريبَ إن أخرّنا صلاةُ الفريضة ، أو جمعنا ظهرًا مع عصرًا ، أو قصّرنا في النوافل التي اعتدنا عليها ... لأننا سنعوّضها في التراويحْ ..
هكذا أحياناً ... نفكّر !
و لا ريبَ أيضاً إن قضينا اليوم كلّه في النوم ، لأننا سنعوّض هذه المرة ليس بتراويحٍ فحسبْ .. بل و بركعات تهجّد .. !
و هكذا يمرُ .. رمضان .. و يأتي آخر ،
و الوتيرة على حالها - هذا إن لم تتضاءل تدريجيا من سنةٍ لأخرى ،، !!!
ينتهي رمضانْ ، بلا استغلالٍ تامٍ يوافقُ هكذا شهرْ - ليس لأننا انهكمنا في مشاهدة مسلسلات سرعانَ ما تتسابق باقي القنوات على بثّها بعد رمضان مباشرة ، و لا لأننا صائمون في شهري الصيف الحارة أغسطس و سبتمبرْ ، و لا لأي سبب سطحيٍ قد يبدر إلى أذهاننا ،،
و إنما لسببٍ واحد مضى على كل الشهور السّابقة ، و انسحب بطبيعة الحال إلى رمضانْ ، ألا هو عدم اهتمامنا بالتفاصيل ، العناصر الأساسية - أو بمرادف إداري _ التخطيط !
لو أننا كل شهرٍ نعيشُ يوماً .. يوما ، مجدولاً بمهامٍ تتناسب و طبيعة اليوم ،
لو أننا نستقبل كلّ يومٍ بسجدةِ شكرٍ لله ، أننا ما زلنا أحياء ، و أنه تعالى أعطانا يوماً من عمرنا جديدًا .. نعاهده فيه أن نقدّم الأفضل جاعلين من العصفورِ المغرد على طرف النافذة ، شاهدًا لنا !
لو أننا فقط .. أدركنا عدم خلودنا و أن كل لحظةٍ قد تكونُ .. أخيرة ، فنسعى لاستغلالها بكلّ الخيرْ ، لما ضاعتِ الأشهر علينا عبثاً .. و لما ضاعَ عُمرُنا !
لذلك فإننا قبل أن نودّع رمضان ، علينا توديع بذور التسويف و اللامبالاة فينا .
علينا البدء في استحداثِ عادات جديدة نحقق فيها أقصى استغلال ممكنٍ لأيامنا ، فإذا ما انقضى شهرٌ كامل احتفظنا بمذكرةٍ كاملة له بكل أيامه .. عوضاً عن السطر و النصف الذي نجود به أسبوعياً أو غالبا شهرياً على دفتر مذكراتنا - هذا إن كان يوجد أصلاً .. !
لنوّدع رمضان بمواجهة أنفسنا ، عازمين على البدءِ في التغيير من اللحظة ،،
مستقبلين العيدَ بروح جديدة و بيدنا أجندةٌ لأيامنا معلّق في طرفها قلمْ ، نسجلّنا فيه يوماً بيومْ .
و في ليلة العيدِ نسجّل اعترافنا بقصورنا ،،
راجين من اللهِ كل الفوزْ و أن يبلغنا رمضان العام القادم برضىً منه و توفيق !
فاطمة بنت جمال الحارثي
27 رمضان 1430هـ
17 سبتمبر 2009 م

الاثنين، 24 أغسطس 2009

مطرٌ .. مطرْ

أرضُ جوعى .. حديقة الورد يبسَت
شجرُ الليمون انحنى
و الياسمينةُ ذبلتْ


عبوسٌ يرتسم على الأوجه
الطفلُ يبكي ... .
جفّ الحليب !


الشوارعُ خالية ..
تكدّست البضائع إلاّ من البائع
.. في الزاوية
و أمام طاولة خشبية .. يقلب درهمه الوحيد


نوافذُ الدار الكبيرةِ موصدةْ
نورٌ يطرق الزجاج محاولاً العبورْ
و لكنْ ، القفلُ .. ضاعْ !

.
.
.

و في لحظةٍ قبل تبدّل الأرض ليباسٍ تامْ
و قبل موتِ الطفلِ جوعاً .. و البائع فقرًا
و قبل أن يفقد أصحابُ الدار الأمل في العثورِ على القفلْ .. .. جاءَ المطرْ !




فاطمة بنت جمال الحارثي - ٢ رمضان ١٤٣٠هـ
٢٣ أغسطس ٢٠٠٩